إنها شهادتنا ويقيننا بوجود إلهنا الواحد الأحد ورسوله صلى الله عليه وسلم، نحمل راية إسلامنا في أيدينا، وكتاب ربنا في قلوبنا، وأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم في جوارحنا وأذهاننا، هذا ما نجتمع حوله منذ بث أرواحنا فينا مهما كان آباؤنا على اختلاف ديني أو جسدي، لكن لماذا أرى حولي أناس يطلقون العنان لألسنتهم ليجرحوا قلوب من حولهم؟، أو يتجرؤوا بمد أيديهم وسلب حقوق غيرهم لاعتقادهم أنهم من سادة القوم وأن من دونهم ليسوا بشرًا من الأساس ولا يستحقون العيش كما يعيشون، والبعض منهم قد يتخذوا خدمًا يعاملونهم كاللابشر، فلا مانع لدى هؤلاء أن يكونوا ككلاب أوفياء لأسيادهم بشرط أن يرموا لهم قطعًا من اللحم المتبقي على موائدهم.
يا من تدّعي أنك من نسل الملائكة، توقف عن معاملتنا كأننا عبيد لك وعاملنا كما تعامل أبناء قبيلتك حين ترسم على وجهك ابتسامةً نظنك من بعدها أنك أحلم من بالكرة الأرضية، رجاءً كف تعصبك عنا، فأنت وعائلتك إذا اجتمعتم لستم بأفضل من رسولٍ كان يجالس الفقراء من أهل الصفة بتواضع وحلم، أما إذا كنت قد أرسلت برسالة جديدة فأخبرنا بها، فعلى الأقل حتى في أسوء حالاتنا العقلية سنوقن أنك لست سوى كاذب مدعي.
ما أجمل الإسلام وحامليه! إسلام أمرنا أن يعامل أقوانا أضعفنا بالحسنى، إسلام أمرنا أن نسلك الصراط المستقيم لنكسب حياتنا وآخرتنا في مرضاةٍ لربنا، ربنا ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.. آمين.
