أبدأ الكتابة ثم أضغط انتر للبحث

عذرا !

لا نستطيع أيجاد الصفحة المطلوبة

من يسرق أفكاري؟

من يسرق أفكاري؟

بقلم: #حسين_عبده 

الصورة من "شبابيك" 
هناك من يملك الأفكار ولكن لا يمكنه تنفيذها، إمّا بسبب الإنشغال، أو كونها ليست في دائرة المهم العاجل، أو ليس لديه القدرة على التنفيذ، مما يجعل البعض يحتفظ بالفكرة ولا يشاركها الغير خوفا من عدم نسبة الفضل له ابتداء!

هل عدم مشاركة الأفكار  هو الحل؟ 

بالعكس تماما ، شاركها بنيّة نثر البذور التي تبحث عن التربة الخصبة التي تحتضنها، والزارع الذي يعتني بها، كي تنبت فتستوي على سوقه، فتثمر بالعطاء، فيقطف ثمارها القاصي والداني.

لو تعاملت مع الأفكار كنعم من نعم الله عليك، فينظر ماذا أنت فاعل بها؟ لوددت لو وجدت من يُؤْمِن بفكرة واحدة من أفكارك، فيجعلها واقعا ملموسا ينتفع بها البلاد والعباد، فتكون لك كالصدقة الجارية، أو العلم الذي ينتفع به.

يكفيك أن الله قد أحصى كل شيء عددا، ولديه علم المبتدأ والمنتهى، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في ليل أو نهار.

ولا تنسى أن الدال على الخير كفاعله. 

فدل الناس على أي فكرة ترى في تطبيقها نفع كبير للبلاد والعباد. وليكن لك في قصة شيخ ومعلم الإمام البخاري صاحب الصحيح عبرة. حيث قال شيخه في مجلس علم: لو أن أحداً جمع ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب، لكان في ذلك خيرا كثيرا. فقذف الله تلك الفكرة في عقل وروح الأمام البخاري ، وأنبتها نباتا حسنا، حتى خرجت لنا في كتاب صحيح البخاري، الذي يعتبر أصح الكتب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت تلك الشرارة الأولى، والبدعة الحسنة، والريادة في العمل، التي ألهمت باقي مؤلفي الكتب الصحاح من بعده، فكان لشيخ البخاري بركة الفكرة الأولى.

وقد تتمثل الفكرة في كلمة أو موعظة تقولها في لحظة صفاء وإخلاص، توافق قلب إنسان يحتاجها، فتكون تلك الكلمة من تنقله من الظلمات إلى النور بإذن الله.

فهل هناك من يسرق أفكاري؟


اقرأ أيضًا:

شارك الموضوع مع أصدقائك

جميع الحقوق محفوظة 2015-2018 ورقة
تصميم : Obeid Amin