نعلن عن ابتداء مشوار حياة طويلة، بصرخة مدوية، نطلقها إثر خروجنا من أجساد أسكنتنا تسعة أشهر، ننام، نأكل، نلعب، ولا يوجد ما يمنعنا من فعل ذلك، يستمر الأهل بالاعتناء بنا من ذاك الوقت إلى أن نستطيع أن نأكل بما كسبت أيدينا، نبدأ بالانضمام إلى مقراتٍ يتلى فيها العلم ويدرس، نقضي فيها معظم الأوقات، وعندما نرى من يكبرنا نتمنى أن نصبح مثله، كبارًا، أصحاب عقول ناضجة، نملك عقولًا أثقلتها كثرة المعلومات، لكن نكتشف في مرحلة ما أننا نريد أن نعود لنملك تلك الأعين البريئة والابتسامة الصادقة.
قبل تخرجنا، يبدأ هاجس التخصص وأين سأكمل مشواري الجديد في العلم، نسأل، نستفسر، نحضر الملتقيات، .....، .....، نفعل أي شيء لنعلم أي الكتب سنتبع في مسيرتنا الجامعية، لكن لا يحدث إلا ما كتب الله لنا، جميل أن نتخذ حلمًا، لكن من الحماقة أن نتخذ من المستحيل حلمًا.
ندور في دوامة العبادة والعلم والأهل والأصدقاء، لكل منهم وقت سينتهي فيه، لا لا لن ينتهي أي منهم، فالله هو المالك لنا، والعلم لا ينتهي طلبه بتسليم شهادة في يد طالبيها، إنما يستمر حتى مفارقة الروح الجسد، وأهلنا: هم من خلقنا الله منهم ولا يوجد ما ينهي ذلك، وأصدقاؤنا: حتى إذا ماتوا أو فصلنا عنهم لأي سبب، فلن يشغر مكانهم أحد.
حياة قصيرة نعيشها، نعلم أنها ستنتهي بحياة أخرى أبدية، نعلم سبب وجودنا، ولماذا خلقنا فيها، لكن لماذا ندرس ونأكل ونبتسم و..... و..... و....، ما أجمل أن تعرف سبب ما تقوم به! مهما كانت تفاهته لابد من وجود سبب له، فاعرف السبب وانوِ به وجه الله لتحقق ما خلقت لأجله.
- بقلم:
Moh'd Badawy
- بقلم:
Moh'd Badawy