أبدأ الكتابة ثم أضغط انتر للبحث

عذرا !

لا نستطيع أيجاد الصفحة المطلوبة


   وأنا في الطريق، أرى حولي ما يجعلني أريد أن أتوقف لأجله، حجر وسط الطريق، عربة تسوق تكاسل مستخدميها أن يعيدوها لما كانت عليه، طفل ثقلت عليه حقيبته المدرسية، أناس اضطرهم بكاء صغارهم أن يمدوا أياديهم لغيرهم، رياضي رمى بعلبة مشروبه الفارغة على حافة الملعب إثر انتهائه منها، أريد أن أغير، أريد أن أحسن، أريد أن أساعدهم، لكن.... هناك عامل يأخذ أجرة لإرجاع ما تكاسل غيره عن فعله، هناك طفل يجب أن يعتمد على نفسه كي يستطيع غدًا العيش وألا يصبح عالةً على غيره، هناك أناس لم يستثمروا أوقاتهم في التعلم حتى أصبحوا عاطلين عن عمل يدر لهم ما يسدوا به حاجتهم، هل فعلًا أساعدهم؟؟!

   نعم، سأفعل حتى لو وقفت أمامي أعرافكم وأصولكم، لماذا لا أساعدهم؟ ماذا لو كنت مكانهم؟ أوقن أني سأريد من يساعدني، لأننا بشر، لأننا مؤمنون، كلنا كالجسد الواحد مهما اختلفت أعراقنا، ألواننا، هيآتنا، سنظل كلنا جسد واحد يجمعنا إسلامنا، سأساعدهم بما أستطيع بل بأكثر، أريد أن أرسم ابتسامة في قلبي حين أرى أعين من ساعدته وهي تخبرني عن مدى امتنان وشكر صاحبها، لكن أيضًا لن أنتظر منهم شكرًا؛ لأني لا أفعلها لشكر الخلق بل لرضى الخالق وكسب محبته.

   كيف أساعد؟ أرى أن الأفضل في مساعدتهم حين تكون في تخلصهم من تلك العادة أو المشكلة أو أيًا كانت حتى لا يسقطوا فيها مجددًا، ومن ثم تعاد الكرة من بدايتها.

   بالمقابل لن ألتفت لمن قل حياؤهم لدرجة أنهم يريدوا مني أن أكون عبدًا لهم أفعل لهم ما يستطيعوا هم فعله بدون أي عائق، ويستمرون في فعل ذلك، ولو أظهرت فقط بعض من علامات السخط على أفعالهم، اعتقدوا أني عدو لهم، حسنًا إذا كنت سأرتاح من أوامركم لا بأس في معاملتكم لي كعدو، قد تعتقدوا أنه من الممكن مساعدتهم هم أيضًا، لكن لا أظن أنه من السهل على الأغلبية.

   لا تترددوا أن تفعلوا الخير في كل مكان وأي زمان، وافعلها بإخلاص وطيبة قلب وستحصل من ورائها على سعادة تملأ قلبك، والأهم من كل ذلك رضى ربك الذي رءاك وأنت تساعد عبده المحتاج. 

   وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) رواه البخاري ( 5665 ) ومسلم ( 2586 ) .

- بقلم:
Moh'd Badawy
- مصدر الصورة:
ِAdobe

شارك الموضوع مع أصدقائك

جميع الحقوق محفوظة 2015-2018 ورقة
تصميم : Obeid Amin