اقتباس من طرائف الجاحظ (كتاب البخلاء)
يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه
وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترى شيئاً
فسأله أبوه : أين اللحم !!
فقال الولد : ذهبت إلى الجزار وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من لحم
فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزبد
قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لاأشتري الزبد بدل اللحم .. فذهبت إلى البقال
وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من الزبد
فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس
فقلت : إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس .. فذهبت إلى بائع الدبس
وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس
فقال الرجل: أعطيك دبساً كأنه الماء الصافي
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك .. فعندنا ماء صافٍ في البيت
وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً
قال الأب : يالك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء
لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان
فأجاب الابن لا يا أبي .. أنا لبست حذاء الضيف
___
عن الكاتب :
الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، و لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه.
وقد ألف كتاب البخلاء والذي يذكر فيه قصص طريفة عن البخل وأهله
وكذلك ألف كتاب البيان والتبيين والحيوان
كان الجاحظ دميما" و ظريفا"، حلو الحديث و صاحب نكتة، حتى على نفسه
توفي الجاحظ بعد سقوط مجموعة من الكتب عليه من أرفف مكتبته وكان عمره 94 سنة