أبدأ الكتابة ثم أضغط انتر للبحث

عذرا !

لا نستطيع أيجاد الصفحة المطلوبة


 تظهر أمام شاشاتنا الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي حسابات لمشاهير، بعضهم لديه الآلاف والبعض الملايين، وعندما نراهم لا نستطيع السيطرة على رغبتنا في رؤيتهم لمعرفة سبب شهرتهم، ومعرفة من صنع لهم شهرتهم، هل يبحثون عن "المتعة والفلة" كما يقولون؟ في حين أنها لا تتسم إلا بالتفاهة ولا تحمل بينها أي متعة حين مشاهدتها، أم يريدون متابعة ما هو ممتع لأنفسهم ولا يرجع لهم بالضرر على أخلاقهم ومعتقداتهم بل يحسنها؟!
   يختلف المشاهير في مطالبهم، وما يقدمون، وأي فئة يستهدفون، لكن الأهم منهم هم نحن.
   عندما يكون محتوى فلان ليس بجيد أو جذاب فلن يصبح مشهورًا، وهكذا فإن الشخص لا يصبح مشهورًا وذا اسم معروف إلا بنا، ثم نجد من يأتي ويقول "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير"، من الأحمق؟ أهُم؟ أم نحن؟
   يسحبوننا إلى مقاطعهم وصورهم ونقضي الساعات في مشاهدة تفاهاتهم وماذا فعلوا في حياتهم اليومية كَأن يغيروا من أشكالهم ليظهروا بهيئات ليست ببشرية ليثبتوا لنا أنهم أعظم تفاهةً مما كنا نظن، ثم نأتي ونقول "لا تجعلوا"، هم من جرونا لمشاهدتهم ومتابعتهم على مدار الدقيقة، وصنعوا منا أتباعًا لهم دون سبب أو هدف، ويطلقون علينا أسماء (جيش فلان)، ثم نذهب نحن في أنحاء المواقع ونشير ونفتخر بأننا أتباع فلان وكأننا نعلمهم أننا حمقى استطاع مالكنا أن يضع طوقًا على رقابنا، أطلق علينا اسمًا يدل على جلالته ومعاليه ونحن الآن ننشر رسالته التافهة التي قررنا اتباعها ! نحن هم الحمقى.
  وفي الغالب فإن غرضهم الحقيقي أن يقدموا لجيوبهم ما يحفزهم على عرض المزيد من اللاشيء، "الحمقى كثيرون لماذا لا نزيد؟!".
   في المقابل فإننا نشاهد من يملكون رسالة أو حتى على الأقل لا ينشرون إلا ما له معنى وهدف لا يملكون إلا القليل ممن قرروا مشاهدتهم في أوقات فراغهم، بالرغم من جمال ونقاء وصفاء ما ينشرونه، إن لم تستفِد منهم فعلى الأقل لن تنتهي مما شاهدت وفي رأسك ضجيج ضحكات مصطنعة وخصوصيات لا داعي لعرضها أو حتى لمتابعتك لها !
   لكن لماذا لا يملكون هذا العدد الهائل من الأرقام الواهية بالرغم من استحقاقهم لها؛ ربّما لأننا وجدنا متعتنا في متابعة مَن جعلونا حمقى لهم ! 
   
Moh'd Badawy

شارك الموضوع مع أصدقائك

جميع الحقوق محفوظة 2015-2018 ورقة
تصميم : Obeid Amin