أبدأ الكتابة ثم أضغط انتر للبحث

عذرا !

لا نستطيع أيجاد الصفحة المطلوبة

الثقة في الجمال


    عندما نقابل أحد أفراد المجتمع نحاول أن نظهر في أحسن صورة جمالية لنا، ومن الطبيعي أن نقوم بهذا الفعل لأن السبب الأول الذي قد يدفعنا للتزين المشروع -بدون مبالغة- هو أن الله جميل يحب الجمال، لكن ما المقصود بالجمال هنا؟ أهو الجمال الروحي أم الجسدي؟
    أؤيد أن الجمال الروحي يغلب على الجمال الجسدي، حيث أن كثير ممن آتاهم الله جمال الجسد لا نطيق النظر إليهم لقبح أرواحهم القذرة.
    وللأسف يهتم بعض الآباء بكماليات أبناهم ومحاولة إظهارهم في أحسن حال، وينسون أهمية تهذيب أبنائهم وتغذيتهم بالقيم الصحيحة في صغرهم، وأن القيم التي يتحدثون عنها يجب أن ترتسم فيهم قبل أن يخبروا أولادهم عنها.
    ولكن هل نستطيع أن نتخلى عن بعض من الجمال الجسدي؟ أم أننا لا نستطيع مقاومة ترك بعضه في وقت الحاجة الملحة له؟
    كأن تتخلى عن بصيلات شعرك وقت بداية الدراسة، وتتحمل الحمقى ممن ينعتونك بـ (الكيوي) ، وكأن تتحمل عدد الصفعات التي تأتيك من أياديهم متجهةً لأسفل رأسك حيث تتعالى الضحكات الساخرة من حولك إثر سماعهم صوت التصادم مع رقبتك الملساء.


على كلٍّ فإن مقدار السخرية منك يتوقف على عوامل عدة، منها: كيفية شعبيتك في محيطك الدراسي، وكنت أعجب لصديقٍ لي كيف أنه كان يكرر هذا الفعل بكل ثقة، لكني أيقنت أن ليس مظهره هو ما يهمه في المقام الأول (أبو يحيى).
    ومن جهة آخرى: صورنا، هل يجب أن نرسم ابتساماتٍ واهية لا نستخدمها في حياتنا اليومية؟ هل نستطيع أن نتخلى عن الفلاتر التي تخبئ وراءها بعض حبوب الشباب وغيرها من... وأن نظهر في صورنا كما نظهر بالمرآة مثلما خلقنا الله؟
    أفعال أنا تحديدًا أعجز عن فعلها، لكن أشعر في داخلي أني يجب أن أفعلها؛ لأثبت لنفسي أني أستطيع أن أتخلى عن أي شيءٍ من التي يفترض بها أن تكون من الكماليات والشهوات الدنيوية.
    أنا لا أقول لك: "لا تلبس أحسن اللباس ولا تضع أفضل أنواع العطور"، بل إني أؤيد هذه الأفعال بقوة، فقط ضعها وأنت توقن في نفسك أنك تستطيع أن تتخلى عن أيٍ منها في أي وقت شئت.
    تعمدت أن أطرح الدراسة والمدرسة كمثال؛ لكثرة أصحاب العقول الضيقة فيها، ولأننا في بعض الأحيان نقوم بفعل أمور لا نريدها لكن فقط؛ لئلا يسخرون منا، ولهذا أعيد مما قلته سابقًا: "لا تكن كالحمار الذي سيطر على فكره باستخدام جزرة".
    وأخيرًا أحببت أن أكتب هذا المقال بعد ما جعلت رأسي يلمع ولا أطيق صبرًا حتى أرى ردود فعل من لم أرهم منذ أشهر عديدة وأحب أن تشاركوني تجربتي وأن نتخلي قليلًا عن بعض الثقة الزائفة التي تمدنا بها شعورنا.
    اخترت الشعر تحديدًا؛ لأن جمال الوجه يعتمد عليه، والدليل أنه حين نلبس فوق رؤوسنا العمم وغيرها؛ تختلف أشكالنا عمّا كانت عليه.


Moh'd Badawy
سأكون سعيد القلب بمشاركتي صوركم بعدما تنير رؤوسكم:
https://www.snapchat.com/add/mohamed_kafrawy

  

شارك الموضوع مع أصدقائك

جميع الحقوق محفوظة 2015-2018 ورقة
تصميم : Obeid Amin